تداعبنى الحروف اثناء حالتى المضطربة ..يعترينى الصمت بين الجمل ..تتكشف أجزائى حينما تخلع اللغة مفرداتها عنى الشجن والألم لا يحتاجا سوى لواقى دافئ يحمى المشاعر من برودة الهجر .. أمطار من الذكريات ورياح تعصف بأجملها حاملة إياها الى حيث اللاعوده اتحدث اليها ..الى نفسى مستعيره من الحروف ما لايؤذيها ..أذكرها بذات اليوم وذاك المشهد الغير معهود ..ولا مسبوق ..دخلت مسرعه غاضبه ضاربه عرض الحائط بكل شيء أمامها القت بحقيبتها على مكتبها المبعثره اركانه ..المتناثرة اوراقه ..المهمله ادراجه ..يعج بالفوضى فى جميع اركانه ... مكتبها يعكس ما بداخلها ..انحاء كثيرة متناقضة متفاوتة ما بين المنتظم والمبعثر الهادئ والمزعج ..الشيء ونقيضه راحت تجول هنا وهناك بحركات عصبيه وخطوات عنيفة مدبدبه بأرجلها كأنها عربه تجرها خيول مكفهرة من اثر سفر طويل ..معلنه عن تمرد وانفعال واستياء يطيح بكل ما حولها .. امسكت بالهاتف الملقى امامها والذى بدا كأنه يرتعد خيفه ان تمسكه بمخالبها فيصير كالفريسة التى لن تعود لحالتها قبيل ان تنال منها تلك المخالب فى سرعة رهيبة ضغطت على ارقامه المرتعدة ..وبصوت .......... ............... كله نعومه وورقه وجاذبيه ....قالت : حبيبى ....اين انت؟ -" يا الهى ما هذا التحول الرهيب ..كيف تغيرت كل هذا التغير فى لمح البصر ؟ مجرد ان اجاب الطرف الاخر الاتصال وبدى صوته كأنه ماء بارد اطفأ نيران غضبها فى لحظه ....!! – قائله : ولكنى انتظرتك طيلة ليلتى وحتى الصباح ولم تخبرنى ..او تتصل بى لتطمئننى ؟ ........ ماذا تعنى ؟؟؟ ابك ما يؤرقك؟ ........ كلا كلا لم انزعج إطلاقا محاوله ان تظهر الابتسامة فى صوتها المرتجف " فقط" اردت ان اطمئن عليك .. لا عليك ..انتبه انت لعملك ..وعندما تفرغ منه ستجدنى بانتظارك ...اتركك على موعد للقاء .. ........ اغلقت سماعه الهاتف ..وأشعلت سيجارتها الخامسة بعد العشره منذ ساعات الصباح القليله ..وأطلقت دخانها الكثيف ليملئ سماء الغرفه ويحيط بوجهها كأنها ارادت ان تخفى معالمه وغضبه بدخان سيجارتها هذه.. اتذكر كلماته قليلة المفردات الكثيرة الصمت القوية التأثير ..." كونى لى " فقط قالها ..وصمت . ولا أدرى بعدها ماذا دهانى ترانى ادمنت حديثه الجذاب؟ ادمنت انتظاره ؟ ادمنت تذوق مرارة بعاده؟ ماذا دهانى وأنا امرأة مسئوله قدوه لعشرات ممن يعملون بأوامرى وتحت ادارتى منذ سنوات..أأتحكم فى اشخاص وأعمال ولا اتحكم بمضغه فى صدري ما الذى حدث منذ رأيته ذلك اليوم ؟ يوم ان صادفته ودار بيننا حديث عادى خال من اى مشاعر او اهتمامات خاصة كيف تحول الحديث بيننا الى حياتنا الخاصة؟ كيف توصل لنقاط ضعفى كأنثى ولست كمسئوله ؟؟ كيف انسانى مكانتى وسطوتى ؟ كيف انسقت اليه وضعفت الى هذه الدرجة ؟ ترى هل هو ذا من يدعوه "بالحب".. كلماته لاتبرح ذهنى ..هو الحاضر الغائب ..دفء يأتى أثر توهج سابق .. كمن أشعل مدفأة فى ليل شديد البروده انطفأت شعلتها ..صارت رماد..ويبقى أثر التوهج والاشتعال يبقى الدفء الأتى من الماضى أحيا بدفئك وان انطفأت شعلتك . لازلت احتمى باللغة فقد خلقت لتخفى وراءها مشاعرنا ..لنستعير منها ما يحمينا او ما يعرى حقيقتنا . أحيانا بها نذهب الى اقدارنا كلمات هى تبنى وتهدم تفعل بنا ما نعتقد انه من صنعنا جاهلين انه القدر ...ونحن له مسيرون القدر من جمعنى به ..برغم سنوات عمرى التى انقضت جميعها فى العمل وبناء كيانى ومركزى لم يكن لدى وقت او استعداد لتقبله او التعرف على معنى الحب ... نسيت انى امرأة ..انثى ...لها حق الحياة والعشق والإحساس بمرارة الفراق وحلاوة اللقاء حُرمت من كل متع الحياة ..متعة ان اكون امرأة لها احتياجاتها وخصوصيتها بل ولها احلامها ايضا. الان ...هاااا انا ذا ...لا اريد منصبى ولا اريد جاهى ...فقط .. اريد ان اكون انثاه ..هو فقط .. مابين المد والجزر تتقلب حياتى معه ..له ما شاء ولى ما شئت ولكنى دوما سأظل انتظره وانتظره ...حتى اذا جاء موعده .....اخلفه ...وأعود ثانيه لانتظره حقا ..لقد فُتنت به ... لقد ...
"..جننت به عشقا "
"تمت"