الأحد، 18 ديسمبر 2011

شجرة الياسمين...

يحكى ان........
 هناك  فى مكان مالا نعلمه .وزمان لاندركه 
كانت هناك شجره عجوز..عمرها من مئات السنين ..لم يذكر اسمها ولا نوعها  فقط وصفها ..
هى شجره وارفه  لها غصون  فارهه ممتده بطول وعرض ماحولها من مكان ..
غصونها ممتلئه بالاوراق الخضراء اليانعه تكاد تخطف الابصار والعقول من شده حيويتها ورونقها
اوراقها لاتتساقط طوال العام  حيث آلا خريف يأتى  عليها  بل تتزايد ثمارها  ..جذورها تمتد لأعماق وأعماق
تكاد تخترق الارض كلها لتتشابك وجميع ما حولها من اشجار ..
رابطه تشعرك بألفه  عجيبه بين هذا الكائن الحى وما حوله ...حتى الجماد

اعتاد العشاق الجلوس تحتها ..يبيحون اليها بأسرارهم  واشواقهم  وأنفاسهم التى تكاد توقد فروعها من شدة
حرارتها ..يرسمون على أغصانها رموز هم فقط يدركون معانيها

تحت هذه الشجره ..
لعب اطفال اجيال واجيال  تواروا خلفها ضاحكين لاهين  محتضناهم مرات ومتسلقيناها مرات اخر

تحت هذه الشجره..
 احتمى من الشمس  واستشعر الدفء ايضا كبار السن..  الغنى منهم والفقير ..

واخر ميسور الحال جاء ليكتب فى حضنها ابيات الشعر  والغزل
تحت هذه الشجره..  جلس العاشق  والمحروم  والفقير والطفل والعجوز

اعتادت ان تحتضن الجميع  وهى ثابته ..صلبه ..مستقره
باسطه  فروعها تحتضن الجميع  على حد سواء
اعتادت ان تعطى وتعطى وتعطى ..
ومن يعطيها هى ؟
لم يلحظها احد ..ولم يهتم  بأوراقها التى بدت تتساقط على غير عادتها ..طالها السوس من داخلها ..بدأت تتهالك  فى
 غفله من كل من احتموا وتواروا خلفها وتحتها طيله سنوات وجودها على الارض

لم يلحظها  الا ذاك الشاعر العاشق  رقيق الحس والاحساس ...
فقد كانت له الملهمه ..الحلم ..الرمز والمعنى ..كانت عشقه وحبه تلك الشجره ..
يرى فى جذورها اصوله  وفى ارتفاعها  سقف لاحلامه
اوراقها كانت حمايه له من عصف العواطف التى افتقدها.فى عالمه الذى كان يحلق فيه هو واميرته
المجهوله ..اميرته التى طالما ولازال ينتظرهبوطها من مكانها مع ملائكه السماء ..
تهفو عليه بثوبها الابيض الشفاف الذى طالما اثار احلام يقظته ومنامه ..املا ان يحتويها بقلبه قبل ذراعيه
شعر بما تحويه داخلها  من تأكل قد يفقدها حيويتها وظلها وبهجتها
المه معناتها وأناتها وأهاتها التى كاد يسمعها كونه يستشعرها انسان وكائن له وجوده وتأثيره بحياته ..
تأثر بما آلت اليه وما قد يؤدى الى موتها ببطء..
ولكن ماذا عساه ان يفعل ؟؟
هو مجرد انسان.. رأى فيها احلامه  ومعانيه التى ينشدها
وهى كانت  واقع ام حلم فى خياله ..... ستبقى شجره ...
بكى اسفل  غصنها الذى طالما احتضنه ..ظنا منه ان دموعه ستحيها ..

توهم ان دموعه ستتوغل الى ثناياها وتتغلغل فى جذورها وتمنحها الحياه مرة اخرى
بكى وبكى وبكى
ظنا منه ان دموعه ستحييها  وتعيد لها الحياه
ولكن ...
.....
....
...
ترى.... هل قطرات  من الحب  ستحييها ؟؟؟

هناك تعليقان (2):

  1. كتير اوي بنحس بأشياء بعد ما بيكون اونها فات وكتير بنفتكر ان كل من مشتكاش مش موجوع وسليم وهى دي المشكلة .

    ردحذف
  2. هذا نص نثري جمل ، إستمتعت به ، قوة وتدفق في العبارة ، صورة مكتملة، عن العطاء اللامحدود ، وعن الحس والتجاوب وفهم مدلولات حتي من الصمت الكامن في الجماد ، والحوار الدائر بلا كلمات ، والعجز المكتف له عن الرد ومكافئة العطاء بعطاء ، شدني النص واخذني معه بعيدا لإعيد القراءة المرة بعد المرة وأنا في إنتشاء

    تحياتي .

    ردحذف