احتفل الجميع وتناول العشاء ..وضحكوا وتنادروا .....وذهب الجميع الى منازلهم وعاد الصمت يخيم على
المكان ..وبقيت هى والجدران وصوت الساعه الرتيب الذى يعلنها فى كل دقه له ان الزمن يمر .....
القت بجسدها المنهك والذى ارهقته بردوه الليالى والوحده على فراشها واحتضنت وسادتها التى طالمت اشتكت وبكت
لها ..من قسوه الوحده ..هذه المره لم تكن تشتكى وجدت نفسها تتذكر حديث الجار القديم على الهاتف بسعاده ..فقد انهى
مكالمته معها بقوله " انا سعيد لسماع صوتك "
يااااا الله ..انها المره الاولى منذ زمن تستمع فيها لكلمه اعجاب ..وان كان بمجرد صوتها ..فلكم اشتاقت ان تسمع كلمه
اطراء لها كأنثى وليست كأم ..
تمنت لو ان طالت المكالمه لاكثر من السؤال ..تمنت ان تمتد احاديث بين صوتها وصوته فقط ..لا لشئ سوى الوحده
والفراغ العاطفى الذى نهل منها سنوات وتوغل فيها فأصبحت كالأرض الجافه التى تحتاج لما يروى ظمآ السنين لديها
ولو بمجرد كلمات عبر الهاتف .
ترددت للحظات ان تحادثه مره اخرى..ولكن كيف ذلك ؟ وهل تجرؤ؟ ولآى داعى تطلبه؟ وبأى حق ؟ وفيما يكون
حوارها معه؟
....غفت هى ولا تزال شارده حالمه فى كلمات رنانه لديها " سعيد لسماع صوتك "
فى اليوم التالى دق جرس الهاتف ..وكانت تعد الطعام لنفسها فى بطئ ورتابه .. امسكت الهاتف بطرف يدها..
الو مين معايا؟
**اهلا اخت " ......" انا اسف للازعاج
..ياربى ؟ معقول ؟ هو تانى ؟ ..فى حركه لا شعوريه تعلقت يديها بالهاتف واليد الاخرى صارت تعدل من شعرها فى
حركه سريعه كما لوكان يراها
* اهلا :...." انا بلغت اخويا وهو هايكلمك
** انا بتصل بيك انتى........
دار حوار وامتد حديثهما لقرابه الساعه تناولا فيه اخبارهما وذكريات الجيره القديمه تذكرا والدهما رحمهم الله والطفوله
والدراسه منتهيا بالحادث الذى تعرض له هو واسرته فى سفرهم والذى اسفر عن نجاته هو وابنته فقط ووفاه زوجته
وابنتاه ..
تعاطفت معه وابنته ..وتعاطف مع وحدتها ..ونال واقتص حديثهما من الكثير من همومهم بعد ان افاض كل منهم
بأحزانه للاخر بشكل فطرى وغير معد له ..فقط احتياج كلاهما للحديث وقطع سبل الوحده
تكررت لقاءتهم عبر الهاتف كل ليله .اصبحا على موعد دون تحديد مسبق ..صارت تنتظر الليل بشغف ولهفه حتى
تستمع اليه ويستمع اليها ..احبت صوته وعشقت نبرته ..ولمس هو فى صوتها ما افتقد من دفء وحنان
وجاءت اللحظه التى لم تتمناه هى اطلاقا ...اللحظه التى قد تنهى كل هذه المكالمات وان صح ان تقول ..تنهى هذا الحلم
الجميل الذى عاشته لايام تحسبها بعمرها كله ..من فرط سعادتها به
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع ......